في المدينة التي كنت اسكنها قبل اقل من شهر بيوم واحد تم استهداف المشفى بالقذائف ادت الى ضرر كبير ببنيته وتعطل بمعداته وقبلها بفترة انحسرت عملية الخدمة فيه على الاسعاف الحرج نتيجة لاستهدافه المتكرر والمستمر حيث بات من شبه المستحيل اجراء عمليات التوليد فيه او وضع الاطفال بالحواضن اي بدء القصف يقلل من الخدمة حتى يعدمها بالاستهداف المباشر ومن ثم اجتياح المنطقة وتخريب كامل لكل ما من شأنه المساهمة بانقاذ أي شيء يمكن ان يكون انسان تم استهداف سيارة الاسعاف للمشفى واصابتها بشكل مباشر واتلافها كليا كما استشهد المحاسب الذي كان يعمل بالمشفى نتيجة استهداف سيارته بصاروخ بشكل مباشر وهو في طريقه لمنزله وكان يعمل في القطاع الصحي منذ سبع سنوات كما ادى الاستهداف العشوائي الى استشهاد زميلي في العمل صيدلاني منذ قرابة شهرين ونصف ومنذ اسبوعين ايضا خسرنا زميل ثالث ممرض استشهد اثناء تأديه واجبه باسعاف الجرحى حيث تم استهدافه بالطيران وبحكم عملي في مديرية الصحة فاني على اطلاع على استهداف اكثر من 10 منشأت صحية خلفت اضرار مادية جسيمة وتأثرت واثرت كثيرا على خدمة الرعاية الصحية للسكان وفي خطوة لانقاذ ما تبقى وانقاذ مايمكن تم نقل كوادر هذه المنشأت وما امكن اخلائه من معدات الى اماكن تواجد السكان الذين كانوا يستفيدون من خدماتها قبل نزوحهم حيث يتم تدريجيا اعادة الخدمة بما امكن وتقديم الرعاية الضرورية لهؤلاء الناس 

في بداية الامر كان على الناس ان يتحملوا جزء من الالم مخافة الموت في حال كان مرضهم يتطلب تواجد طويل في المشفى او المركز حيث بات معروف انها هدف محضر لضربه من قبل قوات الاسد او الطيران الروسي وانتقل العمل لنظام الطوارئ والاحالة الى اماكن اكثر امانا في الشمال السوري مخافة اقتراب الموت او تدهور الحالة الصحية بسبب الضغط النفسي  للمرضى ومع ازدياد القصف نزح معظم الناس وبقيت الكوادر الطبية للتدخل عند اي حالة طارئة لمن بقي من السكان مع محاولة الاخذ بنصائح الامان ولكن نتيجة لازدياد وتيرة القصف وتدمير كل نواحي الحياة او المؤسسات بات النزوح خيار اجباري لمن تبقى من السكان ومن ثم لمن تبقى من الكوادر الطبية حيث تم اخلاء قرى ومدن كاملة بريف حماه منها مدينتي فعملية انقاذ الناس من الموت لم تعد سهلة فالمشفى قادر على معالجة المرضى ولكنه غير قادر على حمايتهم من الصواريخ والبراميل فتم نزوح كامل اشبه بتهجير ممنهج وصل لعشرات الالاف على الخطوط المتاخمة لمناطق سيطرة قوات الاسد ولانه كما اسلفت المشافي تعالج المرضى وترعاهم ولكنها لا تستطيع إيقاف تساقط الصواريخ والبراميل عليهم توسعت دائرة النزوح على امتداد عشرات الكيلو مترات ومئات الاف البشر.. نعم نزح المواطنيين والكوادر الطبية او بالاحرى من بقي منهم حي تاركين ورائهم ًكثير من الاحلام والادوات ولكن كان مهما ان ينجوا بحياتهم فهي اغلى ما يملكون.. أطفالهم وعائلاتهم 

شو رح اعمل.. رح كمل عملي وواجبي يلي كنت عم اديه تجاه الناس باقصى مايمكن ولاقصى مايمكن

شو مخطط مع العيلة... كان اول ايام خطة وحدة ان مانفقد الامل لان مو بس انا كل رفقاتي بالعمل وبراته ومدينتي فقدوا كل املاكهم وبيوتهم واراضيهن ومحلاتهم وحتى ذكريات كانت ببيوتهم... هلا اتفقنا ما نفقد الامل ونرضى بيلي صار ويلي راح ونعيش، على امل يرجع اكتر شي ممكن

عم نأسس من جديد تقريبا لكل شيء حتى منشتري المعلقة ونحن مقتنعين ان لو رجعنا ع بيوتنا فالبربر مارح يكونوا خلو شي بيساعدنا على الحياة لأنهم اساسا ضد الحياة وطبعا عدا حلمنا يلي ما وقف ان نعيش متل ما منستحق مو متل ما مرسوم ومحدد ضمن سجن كبير او صغير

بعد عشرة ايام رح تكمل بنتي الصغيرة عمر السنة.. هي الوحيدة يلي بتبتسم بهيك وضع دون اي الم لان ما ادركت حجم الشيء يلي عايشينه.. رح نكون متلها حتى ربنا يحقق حلمنا. 

خسرنا كتير بس بضل هالشيء صغير امام الارواح يلي فقدناها

فالمخطط

رضى.. عمل.. مساعدة.. أمل

نون